.
أنا بعضٌ من الإنسانِ.. أجري
وراءَ بقيَّتي لأصيرَ كُلَّا!
عبرتُ على أَنَايَ عبورَ طيفٍ
يكادُ.. ولم يَكَدْ حتَّى اضْمَحَلَّا
يطالعُني الأسَى من كلِّ حرفٍ
كأنَّ قصيدتي مِرآةُ ثكلَى!
وروحيَ كالحمامةِ دون سربٍ
تحومُ على مدار الوقتِ وَجْلَى
بَكَتْ عينُ السماءِ بدمعِ عيني
على ميزانِها المكسورِ عَدْلَا
وعُدْتُ أهزُّ غربالَ القوافي
لأنخلَ ذِمَّةَ الأشياءِ نَخْلَا
نظرتُ إلى الحياةِ رأيتُ أُمّاً
تُرَبِّي الأرضَ رابيةً وسَهْلَا
وأبصرتُ الدروبَ دروبَ عُمري
متاهً يشبهُ الأمعاءَ شَكْلَا
وعَلَّمَني السقوطُ ببئرِ نفسي
بأنَّ الماءَ في الأعماقِ أَحْلَى
وأَورَثَني أبي ما لم أَصُنْهُ
تراثَ الغيمِ ساقيةً وحقلَا
تُؤَوِّلُني حكايةٌ كلِّ ماءٍ
يودُّ الجريَ.. والأنهارُ كَسْلَى!
ولكنِّي وإنْ ثَقُلَتْ سنيني
عليَّ، وصارَ هذا الطينُ كَهْلَا
ذبحتُ العمرَ بالآمالِ حتَّى
عبرتُ بسُكَّةِ (الخمسينَ) طِفلَا